زار وفد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية يضم رئيس بلدية طهران السيد رضا علي زاكاني وطاقماً إدارياً رفيع المستوى، حيث التقى كلاً من محافظي دمشق وريف دمشق. وقد أجرى زاكاني والوفد المرافق، جولة اجتماعات بدأت في مقر محافظة دمشق، تلاه اجتماع مع وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل، وختاماً في وزارة الإدراة المحلية مع الوزيرة لمياء كشور.
وبعد مباحثات بين الجانبين، والتعرف بشكل مباشر على التجارب والخبرات، تم توقيع “اتفافية التوأمة” بين دمشق وطهران، تضمنت بنوداً حول كافة المجالات الإدارية، وتقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية والبيئية وتجميل المدن وفي مجال السياحة. كما برز الحديث عن موضوع النقل والمواصلات وتعزيز التعاون، إضافة للجانب الأبرز وهو إعادة الإعمار. كما بحث الجانبين تحقيق التنمية المستدامة، وبهذا يكون التأثير على كل المستويات الحيوية لكل من محافظتي دمشق وريفها.
رئيس بلدية طهران السيد رضا علي زاكاني أكد أن الجمهورية الإسلامية ستقدم كل ما بوسعها من مساعدة في مجال الخدمات المدنية وإعادة الإعمار، إضافة لموضوع إدارة المواصلات، مروراً بقطاع تدوير النفايات كونه موضوع ذي أهمية على صعيد الصحة البيئية.
كما أشار زاكاني إلى قطاع المواصلات الإيراني لا سيما القطارات، منوهاً إلى سعي الحكومة لتطوير هذا الجانب، لافتاً إلى هذا العمل يأتي ضمن سياق التعاون المشترك الشامل بين سورية وإيران.
وقد ضم الوفد الإيراني عدداً من المديرين العامين للسكك الحديدية والنقل إضافة لمستشارين ومختصين في الشؤون الاقتصادية، ليكون العمل ضمن التنمية الشاملة وسد كل الثغرات في جوانب التعاون في الإدراة المدنية لما يخدم أهداف الاتفاق.
وزيرة الإدارة المحلية والبيئية في سورية لمياء كشور أكدت من جانبها على أهمية هذه الاتفاقية، لما تعود به من نفع متبادل، ومن شأنها تحقيق التنمية المستدامة على كافة القطاعات الخدمية خلال المستقبل.
وأملت كشور أن تتكرر هذه الاتفاقية مع مدن سورية أخرى، كما أشادت بالتعاون الكبير بين سورية وإيران، وما قدمه الجانب الإيراني خلال الحرب على سورية من دعم للشعب السوري، وعلى مستوى التعاون الاستراتيجي بين الدولتين.
ومن جانبه، استعرض محافظ ريف دمشق أحمد إبراهيم خليل خلال لقاء مع الوفد الايراني، الامكانيات المادية والبشرية من خبرات وطاقات تخدم الواقع الخدمي والإداري في محافظة ريف دمشق، كما تحدث عن أهداف الزيارة، في تطوير جميع هذه الإمكانيات، ونقل التجربة الإيرانية في الإدارة المدنية لتعزيز ما لدى السوريين.
وأكد المحافظ خليل أن الدولة السورية بكل مؤسساتها تقوم بإعادة بناء كل ما تم تخريبه على يد الإرهاب خلال الحرب على سورية، موضحاً أن هذا التخريب شمل المرافق العامة من المشافي والمخابز والبنى التحتية وغيرها من مقومات أساسية لإعادة الحياة إلى مدن ريف دمشق اسوة بباقي المناطق.
ويشار إلى أن محافظة ريف دمشق مقسمة إلى 157 وحدة إدارية، ومن بينها بلديات ذات مساحات كبيرة، وكل هذه المساحات تحتاج إلى إعادة إعمار في كافة المجالات.
وفي ما يتعلق بالموازنة الاقتصادية الحالية لتحقيق المشاريع الحيوية والخدمية، تحدث محافظ ريف دمشق عن وجود لجنة خاصة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء السوري، تحدد لكل وحدة ادارية حصة مالية من الموازنة حسب الاحتياجات والمساحات وبما يخدم كل وحدة.
كما طلب المحافظ من الجانب الإيراني ان يتم زيادة كميات الوقود التي تزود فيها ايران سورية من أجل سد حاجة البلاد خاصة في موضوع الموصلات والنقل. خصوصاً بعد أن سيطر الاحتلال الأميركي على جميع حقول النفط والغاز الرئيسية في سورية، والتي كانت تزود البلاد بكافة الاحتياجات قبل دخول الإرهاب إلى سورية.
التعاون في هذه الانقاقية سيشمل أيضاً تحسين الواقع الإداري في محافظة دمشق كما في ريفها، حيث أكد محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي أن التعاون بين دول محور المقاومة قائم منذ زمن بعيد، ما يعود بالفوائد المتبادلة على دول المحور كاملة، مشيداً بنموذج التعاون الشامل بين سورية وإيران منذ سنوات، والذي تأسس منذ زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وستكون هذه الاجتماعات بداية لسلسلة من التفاهمات التي تضع برنامجاً للانتقال إلى الجانب التنفيذي وتحقيق أهداف اتفاقية التوأمة بين العاصمتين.